You are currently viewing المؤتمر الدولي للملاعب والمساحات الرياضية ينطلق في الرياض معززاً مكانة المملكة المتنامية كمركز رياضي عالمي

المؤتمر الدولي للملاعب والمساحات الرياضية ينطلق في الرياض معززاً مكانة المملكة المتنامية كمركز رياضي عالمي

الرياض، المملكة العربية السعودية – 30 أبريل 2025: انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر الدولي للملاعب والمساحات الرياضية في العاصمة الرياض، بمشاركة أكثر من 1,000 خبير عالمي في مجال البنية التحتية الرياضية.وتناقش الدورة الأولى من الفعالية مواضيع الابتكار والاستدامة وأفضل الممارسات العالمية في تصميم وإدارة المنشآت الرياضية، مع تسليط الضوء على التحول المتسارع للمملكة إلى وجهة رياضية وترفيهية رائدة عالمياً.

وقد افتُتح المؤتمر بحضور المهندس علاء المدني، مدير إدارة الشؤون الهندسية، وزارة الرياضة في المملكة العربية السعودية، وعضو اللجنة الاستشارية للمؤتمر، حيث تُعقد فعالياته إلى جانب المعرض المصاحب له في فندق ماندارين أورينتال الفيصلية على مدى يومين. وشهدت الجلسة الافتتاحية كلمة للمهندس فيصل الفضل، مؤسس المنتدى السعودي للأبنية الخضراء، أكد خلالها على أهمية الجمع ما بين الرياضة والاستدامة ضمن مسيرة المملكة الطموحة لتحقيق رؤية السعودية 2030.

وسلط الفضل الضوء على النمو الاقتصادي الكبير الذي يشهده قطاع الرياضة في المملكة، حيث ساهم القطاع بأكثر من 6 مليارات دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2023، ومن المتوقع أن يتجاوز 16 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030. وأكد أن الأطر التشريعية والتنظيمية المتقدمة في المملكة، والتي تدمج بين التنمية البيئية والاقتصادية والاجتماعية، قد مكنت المؤسسات الوطنية والجهات غير الحكومية من المساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف الاستدامة.

وأشار إلى أن استضافة بطولات كبرى، مثل كأس آسيا 2027 ودورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029 وكأس العالم لكرة القدم 2034، لا تُعد مجرد إنجازات رياضية فحسب، بل هي حوافز نمو تعزز مكانة المملكة على خارطة الاستدامة العالمية.

ودعا الفضل إلى تعزيز الشراكات المسؤولة وسبل التعاون المبتكرة، بما يسهم في تحقيق مستقبل رياضي واقتصادي ومجتمعي أكثر استدامة، بالقول: “تتقاطع الرياضة والاستدامة اليوم لتشكلا معاً ركيزتين محوريتين في مسيرة التحول الوطني في المملكة ضمن إطار رؤية السعودية 2030. وقد مكننا التزام قيادتنا الرشيدة بالانفتاح العالمي والحفاظ على البيئة من بناء منظومات تنموية متكاملة، فيما تواصل مساهمة القطاع الرياضي في اقتصادنا الوطني نموها، ممّا يُمكّن هذه البطولات من تحقيق مستقبل أكثر شمولاً واستدامة للمملكة والعالم أجمع“.

ومن جهةٍ أخرى، استعرض خبراء القطاع خلال جلسة نقاشية في صباح اليوم الأول من المؤتمر، الدور المتنامي الذي تلعبه الرياضة في بناء المجتمعات داخل المملكة، إذ ارتفعت نسبة المشاركة المجتمعية في الرياضةبنسبة 58% خلال السنوات الأخيرة، مما يعكس بوضوح دور الرياضة، سواء على مستوى القواعد الشعبية أو استضافة الفعاليات الدولية الكبرى، كجزء أساسي من رؤية السعودية 2030.

وأشاد ريكاردو تريد، الرئيس التنفيذي السابق لكأس العالم 2014 في البرازيل ونائب الرئيس التنفيذي لكأس العالم فيفا قطر 2022، بمستوى “الاحترافية” الذي أظهرته المملكة ليس فقط في كرة القدم ولكن في مختلف الرياضات، مؤكداً أن المملكة تمتلك فرصة فريدة لاستثمار بنيتها التحتية وخبراتها وضيافتها لتعزيز مكانتها كوجهة رياضية عالمية. وأضاف أن الكوادر الوطنية التي تعمل اليوم على تنظيم الفعاليات الكبرى ستسهم مستقبلاً في دعم تنظيم البطولات في أنحاء العالم.

بدوره، تحدث المهندس منصور المقبل، الرئيس التنفيذي لشركة رياضة المحركات السعودية، عن الأثر الإيجابي الكبير الذي أحدثته استضافة سباق الفورمولا 1 في جدة على اقتصاد المملكة، وتوليد فرص العمل، وتعزيز بناء المجتمعات. ويُذكر بأن الحدث قد ساهم في توفير أكثر من 300,000 وظيفة، وإشراك أكثر من 100,000 طالب وطالبة في فعاليات تعليمية وتوعوية، إلى جانب إطلاق مبادرات مخصصة لدعم مشجعات رياضة المحركات من خلال التعاون مع أكاديمية الفورمولا 1، وهي بطولة سباقات مخصصة للسيدات فقط.

وقال المقبل: “سباق الفورمولا 1 في جدة ليس مجرد فعالية رياضية، بل هو منصة اقتصادية ومجتمعية شاملة للجميع”، مشيراً إلى أن رياضة المحركات أصبحت اليوم من المحركات الاستراتيجية لنمو القطاع الرياضي في المملكة.

ومن جانبه، شدد أوليفييه كراسون، رئيس شركة البواني، على أهمية دمج المنشآت الرياضية ضمن المخططات الحضرية للمدن منذ المراحل الأولى للتخطيط العمراني، لما لذلك من أثر كبير في ربط البنية التحتية الرياضية بالمجتمعات المحلية، وتكاملها مع شبكات النقل والمناطق السكنية.

وأشار كراسون إلى النموذج الأوروبي، حيث تضم معظم المدن والبلدات على الأقل ملعباً أو منشأة رياضية واحدة، مما يوفر فرصاً للشباب للانخراط في الرياضة منذ سن مبكرة. وأضاف: “إذا تم الجمع بين المنشآت الرياضية المتميزة، مثل تلك التي يتم بناؤها حالياً استعداداً لاستضافة كأس العالم 2034 في المملكة والمنشآت المجتمعية الأصغر، فإن ذلك سيسهم بشكل كبير في ترسيخ المملكة كمركز رياضي محلي وإقليمي وعالمي”.

وشهد المؤتمر أيضاً كلمة رئيسية بعنوان “الملاعب الذكية في عالم متصل”، تمّ خلالها التطرّق إلى تأثير التصميم الذكي وإدارة الملاعب بطريقة مبتكرة على زيادة الكفاءة التشغيلية وتحسين تجربة المشجعين.

وقدّم فؤاد فرح، نائب الرئيس المساعد في شركة سيمنز أدفانتا، عرضاً شاملاً تناول رحلة تطور الملاعب الذكية، مشيراً إلى أن هذه الرحلة بدأت فعلياً قبل نحو خمس سنوات فقط. ولفت إلى أن الملاعب الحديثة باتت مطالبة اليوم بأخذ الاستدامة وتجربة المستخدم والاتصال الرقمي بعين الاعتبار.

وقال فرح: “تشمل التوجهات التي تُشكل مستقبل الملاعب تقنيات التجربة المخصصة والواقع المعزز والواقع الافتراضي، وصولاً إلى الجانب التشغيلي الذي أصبح يعتمد على الأتمتة. ومن الضروري التفكير في تجربة المستخدم ككل، بدءاً من لحظة شراء التذكرة من المنزل وحتى العودة بعد حضور الحدث”.

وأكد فرح أن المملكة العربية السعودية تمتلك فرصة ذهبية، بفضل استثماراتها المتسارعة في البنية التحتية الرياضية وجدول فعالياتها الدولية الكبرى، لتكون في طليعة الدول الرائدة في مجال الملاعب الذكية. وأشار إلى أن تطبيق التقنيات الذكية يعود بفوائد كبيرة على منظمي الفعاليات والمشجعين على حد سواء، حيث أظهرت الدراسات أن هذه التقنيات ترفع معدل الحضور بنسبة 20%، في حين أعرب 70% من المشجعين عن استعدادهم لدفع مبالغ إضافية مقابل تجربة ذكية. كما تساهم في تقليل أوقات الانتظار بنسبة تصل إلى 40%، وزيادة إنفاق المستهلكين داخل الملاعب بنسبة 30%، فضلاً عن خفض تكاليف الصيانة بنسبة تصل إلى 20% وتحسين إدارة النفايات بنسبة 30%.

ويحظى المؤتمر بدعم مجموعة من أبرز الشركاء الاستراتيجيين، مثل مشروع القدية ومشروع المربع الجديد وشركة إرنست ويونغ (EY)، ويُقام بالتعاون مع المنتدى السعودي للأبنية الخضراء.

تُفتح أبواب المؤتمر ليومه الثاني الأربعاء 30 أبريل، في تمام الساعة 8:00صباحاً، في فندق ماندارين أورينتال بالرياض. للاطلاع على جدول الجلسات، والمستجدات حول المتحدثين، وفرص التسجيل المتأخر، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني: https://www.stadiumsandarenassummit.com

اترك تعليقاً